الماء هو أصل الحياة على كوكب الأرض، فجميع الكائنات الحية تحتوي في تركيبها على الماء، ولا تستطيع العيش من دونه، ولهذا يشكل الماء المساحة الأكبر من سطح الأرض، كما يوجد في باطنها بكمياتٍ كبيرةٍ جداً تكفي احتياجات الكائنات الحية جميعها، وبالرغم من ذلك فإنّ العالم يُعاني في العصر الحاليّ من مشكلة نقص المياه في العديد من المناطق حول العالم، والتي تحصد أرواح العديد من الناس سنوياً.
مصادر المياهتحتوي الأرض على العديد من مصادر المياه المُختلفة الصالحة للاستخدام البشريّ؛ كالمصادر السطحية للمياه من الأنهار، والبحيرات، والمناطق الرطبة، بالإضافة إلى المياه الجوفيّة المُستدامة منها وغير المستدامة، كما أنّ هناك مياه الأمطار التي تُجمَّعُ باستخدام الآبار سواءً على مستوى الدول أو الأفراد.
تلعب دورة الماء في الطبيعة دوراً أساسياً وحيوياً في توزيع الماء حول العالم؛ إذ تتبخر المياه من المحيطات، والكائنات الحية، وجميع الأماكن حول العالم بفضل حرارة الشمس على وجه التحديد، ثمّ تتوزع في الأماكن المُختلفة حول العالم كالمناطق الجافة والصحراوية، وتتمّ تغذية البحيرات والأنهار التي لا تصلها المياه السطحية عن طريق المطر الذي يهطل عندما يتكاثف الماء المتبخر، ثمّ تمتص الأرض المياه التي هطلت عليها مرةً أخرى لتحفظها في داخلها على شكل المياه الجوفية، أو لتخرج مرةً أخرى للأنهار والمحيطات.
مشكلة المياه حول العالمإنّ السبب الرئيسي لمشكلة المياه حول العالم هو التدخل البشري شأنها شأن المشاكل البيئية والطبيعية الأخرى، فبفضل الأمطار تصل المياه إلى جميع المناطق حول العالم بصورةٍ كافيةٍ لاحتياجات تلك المنطقة وبحسب مناخها، إلّا أنّ الاستخدام البشري لمصادر المياه، وخاصةً للاستخدامات غير الحيوية قد يؤدي إلى نضوب بعض أماكن المياه وتبخرها في النهاية أو ضخّها من أحد الأماكن إلى أماكن أخرى وهو ما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى نشوء مشاكل المياه.
كما أنّ التلوث الذي يحدثه الإنسان لمصادر المياه هو أحد الأسباب الأخرى لوجود مشكلة نقص المياه حول العالم، حيث يلوث الإنسان عادةً الأنهار أو البحار والمحيطات بطرح نفاياته فيها، وتلويث الأرض، وبالتالي تسرّب هذا التلوث إلى المياه الجوفية، كما أنّ الاحترار العالمي الذي أحدثه الإنسان أيضاً يؤدي إلى إعادة توزيع مصادر المياه حول العالم، بالإضافة إلى النزاعات والحروب التي تمنع الناس في بعض الدول من الوصول إلى مصادر المياه العذبة.
ونتيجة لهذا كلّه يعاني خُمس سكان العالم أو ما يقارب 1.2 مليار شخص من مشكلة ندرة المياه، بينما يقترب النصف مليار شخصٍ من المعاناة من هذه المشكلة، كما يعاني ما يقارب 1.6 مليار شخص حول العالم من مشكلة نقص المياه نتيجة المشاكل الاقتصادية كعدم القدرة على بناء الآبار لجمع مياه الأمطار أو لضخ المياه من الأنهار والبحيرات القريبة.
المقالات المتعلقة ببحث حول مصادر الماء